نحن هنا اليوم، كأعضاء في النقابات العمالية والحركة العمالية، لنعبر عن تضامننا مع أولئك الذين يتحملون تكلفة الانتهاكات الصادمة التي ارتكبتها الشرطة في ألمانيا خلال السنوات الأخيرة. إن القضايا المطروحة أمام المحاكم اليوم تُعد من بين أولى القضايا التي نتجت عن التصعيد الشديد في سلوك الشرطة المسيء خلال الأشهر الثلاثة عشر الماضية. هذا التصعيد، الذي ضرب بعرض الحائط حرية التعبير وحرية التجمع، يُمثل انتهاكًا خطيرًا للحريات المدنية الأساسية في هذا البلد.
في تشرين الأول الماضي 2023، قامت الحكومة الألمانية وشرطة برلين بتعليق ممارسة هذه الحقوق للفلسطينيين وحلفائهم، الذين تعرضوا لهجمات وحشية من الشرطة لمجرد تجمعهم ضمن وقفات حدادية و قيامهم بنشر التوعية فيما يتعلق بالأوضاع الخطيرة التي كانت تتكشف في غزة. كانت هذه الظروف آنذاك بداية واضحة لحملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية على الفلسطينيين في غزة، والتي لم تتوقف عن التوسع والتصعيد بوحشية وشدة وانتشار. هذا التصعيد امتد من غزة إلى الضفة الغربية وصولاً إلى لبنان على مدار العام الماضي، وذلك من خلال المشاركة المباشرة وتواطؤ السلطات الألمانية والأوروبية والأميركية من خلال الدعم السياسي والتزويد بالأسلحة.
إن الدور الذي لعبته الحكومة الألمانية وشرطة برلين محليًا في فتح جبهة داخلية لقمع الفلسطينيين وحرمانهم من حقهم في التجمع للحداد على أحبائهم، والتنظيم من أجل سلامة وكرامة ورفاهية أسرهم، هو عار مطلق. ويُعتبر نقطة تحول مقلقة في مجتمعنا وحرياتنا المدنية.
اليوم، نواجه مشهدًا مروعًا يتمثل في محاكمة قاصر واتهامه باتهامات جنائية. كما تعرضت عائلات فلسطينية كانت تجلس لتناول الطعام في مطعم على شارع زوننالي لمضايقات الشرطة بسبب ارتدائهم الكوفية أو رموز التضامن مع فلسطين. واستمرت الشرطة في استفزاز الأفراد حتى وجدت ذريعة لتصعيد الموقف واستخدام القوة ضد أشخاص كانوا جالسين قبل لحظات بهدوء لتناول طعامهم.
على مدار العام الماضي، شهدنا أمثلة لا تُحصى على استخدام الشرطة مستويات غير مسبوقة من الوحشية والعنف، بالإضافة إلى تكتيكات مراقبة مقلقة للغاية ضد الأشخاص الذين يشاركون في التضامن مع فلسطين. وقد أظهرت هذه الإجراءات دائمًا مستوى صادمًا من التطبيق الانتقائي للقانون والتنميط العرقي، وعدم احترام صارخ للضوابط والتوازنات التي تهدف إلى حماية المجتمع من التعسف وسوء استخدام السلطة من قبل الحكومة والشرطة.
تحتضن برلين أكبر جالية فلسطينية في أوروبا، لكن للأسف، كانت الحكومة الألمانية شريكًا نشطًا في الهجوم الوحشي على الفلسطينيين. على المستوى الدولي، تستمر الحكومة الألمانية في تسليح الجيش الإسرائيلي، رغم التحذيرات الصادرة عن المحاكم المحلية والدولية بأن هذه الأسلحة تُستخدم في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. إن هذا الدعم يقوض بشكل خطير النظام القانوني الدولي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية. الاعتداء على الحريات المدنية محليًا يعكس هذا الوضع بشكل مثالي، وهو مؤشر مقلق على أوقات خطيرة. وعلى الرغم من صمت قيادة النقابات العمالية في ألمانيا وتواطئها في إنتاج الأسلحة ودعم التسليح العسكري، فإن الأعضاء العاديين في النقابات لن يصمتوا. كعمال ونقابيين، نقف متضامنين مع كل من يناضل من أجل ممارسة حقه في التجمع والتعبير عن صوته السياسي والتحدث علنًا، وسنظل دائمًا متضامنين مع أولئك الذين يقاومون إساءة استخدام السلطة.